نال حريته بعد انتهاء حكمه البالغ 22 سنة
الأسير أحمد زلوم: أعاد الاحتلال اعتقاله وفرض بحقه أمراً إدارياً وحرم عائلته فرحة زفافه
تقرير/ إعلام الأسرى

لطالما حلمت عائلته به قريباً من مجالسهم، من قلوبهم وأحاديثهم، انتظروه بكل أيامهم الصعبة التي مرت، انقضت أفراحهم جلها ولم تتح له فرصة حضورها، لم يقف معهم في لحظات أحزانهم، وحين نال حريته بعد سنواتٍ طويلة وانتهى مشوار الصبر والانتظار لوالديه المتعبين، بدأت رحلة جديدة من الاعتقال لا تعرف العائلة بعد أين ستنتهي ولا كيف.

الأسير أحمد حسين عبد الغفار زلوم(43عاماً) من مدينة نابلس، قصة شاب انتزعه الاحتلال مجدداً من حريته بعد 22 عاماً من الانتظار والصبر والجلد، وحرمت عائلته من فرحة إتمام مراسم زفافه، كما وسلب منه حقه في إكمال رحلة علاجه التي حرمه الاحتلال منها أسيراً وحرم منها حراً كذلك، الأسير أحمد زلوم قصة إنسانية من آلاف قصص الأسرى الذين يعانون من دوامة الاعتقالات المتكررة، ويسرق منهم الاحتلال وسجونه حق الحياة الطبيعية.

مكتب إعلام الأسرى تحدث إلى عم الأسير أحمد زلوم، للوقوف على آخر الأخبار المتوفرة حول ظروف اعتقاله، وملفه الصحي، وال22 عاماً التي مرت وسرقت أكثر سنوات حياته عطاءً، وعن ظروف اعتقاله الحالي وما يردهم من أخبار بخصوصه.

الأسير زلوم كان نال حريته بعد أن أنهى حكمه كاملاً والبالغ 22 سنة، وفرحت عائلته به الفرح الذي انتظروه وحرموا منه لسنوات طويلة، انتهت أيام الزيارات الطويلة لوالدته، والانتظار المضني لوالده المريض، وأيام الشوق، واستقبلته عائلته على أن تنتهي أيامهم الصعبة، لكن الاحتلال وبعد ما يقارب شهر من حريته أعاد اعتقاله مرة أخرى.

بدأت حياة الأسير أحمد زلوم مع سجون الاحتلال منذ اعتقاله بتاريخ 27/11/2002، كان في تلك السنة قد تعرض لإصابة نتيجة قذيفة أطلقها الاحتلال عليه، وخلفت له آثاراً وشظايا في مواقع متفرقة وحساسة من جسده، في رقبته وفي يديه وفي ظهره، ولم يتلق العلاج الكافي والشافي في سجون الاحتلال خلال اعتقاله الأول، وأورثته السجون آلاماً وملفاً طبياً مهملاً، كما وصدر بحقه حكم مدته 30عاماً، وجرى تخفيضه لاحقاً بجهد كبير من عائلته ومحاميه، وبتعويض مالي كبير إلى 22 عاماً قضاها في سجون الاحتلال ونال حريته أخيراً.

فرحت العائلة وبدأت بترتيب مراسم زفافه، كان والده قد تعرض في تلك الفترة لكسر وجلطة، وكان فرحه به كبيراً ينسيه شيئاً من مرضه، لأنه سيتاح له أخيراً أن يرى عائلته وكذلك والدته التي أضنتها سنوات الانتظار، قبل اعتقاله الحالي بما يقارب ال12 يوماً كانت العائلة تتحضر لحفل زفافه، كان من المقرر أن يكون بتاريخ 26/8/2025 الماضي، لكن اعتقاله وقف دون إتمام هذه الفرحة، وعاد والديه مجدداً إلى دوامة الانتظار.

يقول عم الأسير أحمد زلوم" الاحتلال أعاد اعتقال أحمد من على حاجز عين سينيا شمال رام الله، ونعلم أنه متواجد في سجن عوفر بحسب آخر أخبار وصلتنا، ولا نعلم تحديداً إن تم نقله إلى سجن آخر أم لا، كما ولا تتوفر زيارة محامي له نتيجة الأوضاع الراهنة، وقد حرمه اعتقاله من حق إكمال علاجه الذي كان بدأ به فور حريته، ومن فرحة والديه به وقد تمنوا منذ سنوات أن يروه عريساً ويفرحوا لفرحه ولاستقراره".

بتاريخ 25/7/2025، اعتقل الاحتلال الأسير زلوم من على حاجز عين سينيا، وبعد قرابة نصف شهر تم تحويله للاعتقال الإداري مدة 5 أشهر، يقول عمه" كان أحمد قد بدأ رحلة علاجه، وحال اعتقاله دون ذلك، اليوم لا نملك عنه أي معلومات، لم يتمكن المحامي من رؤيته إلا فترة صدور الحكم الإداري بحقه، ولم نعلم عنه لاحقاً أي شيء ولا عن وضعه الصحي وظروف اعتقاله".

والده السيعيني كان يرجو أن تكتمل فرحة انتظاره التي طالت لولده وأن تتوج باستقرارٍ وعائلة، اليوم يصارع رفقة زوجته ورفقة مرضه انتظاراً جديداً لا تعلم العائلة تفاصيله بعد، انتظاراً موازياً لأمراضٍ غزت أجسادهم، في ظل أوامر إدارية متجددة وبلا سقف.

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020