شيرين الحمامرة: أنا أختُ عز الدين... ولا أبالي
تقرير/ إعلام الأسرى

في الغرفة 5 في سجن الدامون ، تقبع الأسيرة شيرين خالد حسن الحمامرة (مواليد 1980) من قرية حوسان غرب بيت لحم، خريجة الكيمياء وأم الوجع الفلسطيني المستمر. "لا شيء يشبه السجن إلا نفسه"، تقولها بكامل وعيها ووجعها، وتضيف: "بعزّيني إني عايشة جزء من معاناة عز الدين، الحمد لله إنو الحبسة إلي ومش لوحدة من خواتي".

اعتقلت شيرين في 17 يونيو 2025 بعد اقتحام همجي لمنزلها، كأنّهم يفتشون عن الروح لا المال، صادروا قوت البيت تحت ذريعة "مصاري إرهاب"، ثم قيدوها وغطّوا عينيها، تنقّلت بين معتقل عصيون والمسكوبية والشارون والدامون، تتذكّر الرحلة القسرية: "ممنوع مية، ممنوع حمّام، حتى نفس فش التحقيق كان على دعاء وسور قرآن وصور أخوي". في الطريق، فك إصبعها من شدّة الدفع، وكانت "العناية الطبية": "حرّكي إصبعك".

تصف السجن بأنه "كابوس يقظ"، تتحدث عن غرف أغلقت لصالح "اليهوديات"، وعن صراخ السجّانين والاقتحامات والكلاب والغاز و"وحدة النحشون" التي تمزّق الصمت كالسيف. غيار واحد فقط، أكل سيء، وغرف لا يدخلها الضوء.

في غرفة رقم 5، تتقاسم الألم والصبر مع أسيل حماد، لينا المحتسب (زوز)، إسلام شولي، ربى دار ناصر، ميسر هديبات، إيمان الشوامرة وشيماء أبو غالي، هنّ أخواتها في السجن، في القضية، وفي الانتظار.

شيرين التي رسمت لها "رسمات الحرية" من أحفادها، تنتظر شمس حوسان، ونسمة الفجر التي تمرّ من بيت أمّها. تقول: "اشتقت لهوى بلدي، ولدعوات أمي كل صلاة فجر".

رسائلها لا تشبه رسائل الغائبين، بل هي حضورٌ في قلوب من تحب: لأطفال العائلة الذين وعدتهم برحلة لكنيسة المهد وبيت لحم، للصبايا لجين، ثريا، براءة، يارا وكرمل: "اشتقتلكم وبحبكم". وللشباب عبد الخالق وأيهم: "لا تفوتوا سجن حضروا حالكم تستقبلوني قريباً". ولمَن وقف في ظهر خيّاتها، تقول: "سلامات، ربنا يحفظكم واللقاء قريب".

تستودع عمتها التي تناديها "نوارة البيت". وتوصي: "خيّاتي نور عيوني ديروا بالكم على إمي، إمي ستّ البيت، ما تنسانا من دعواتها".

وعند النهاية، تفصح شيرين عن معنى اعتقالها: "حين افترقنا، ودعتني أمي قائلة: إذا كان ثمن حرية عز الدين أن أكون أسيرة، فأنا لا أبالي، أنا قويّة أنا أخت عز الدين"

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020