معاناة لا تُحتمل في سجن مجدو: شهادات محررين تكشف الإهمال والتجويع والعزلة
تقرير/ إعلام الأسرى

يكشف أسرى محررون من سجن "مجدو" عن مشاهد قاسية من المعاناة اليومية داخل السجن، في ظل تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية بحقهم، وتعمّد إدارة السجن فرض ظروف إنسانية مهينة تصل حد الإذلال والتنكيل، وسط غيابٍ شبه تام لأي رقابة حقوقية.

إهمال طبي خطير وانتشار الأمراض الجلدية

تفشّت الأمراض الجلدية، لا سيما "السكابيوس" (الجرب)، في أقسام السجن نتيجة انعدام النظافة الشخصية ونقص مواد التنظيف والعلاج.

يقول أحد الأسرى المحررين:

"ننام ونحن نحكّ أجسادنا من شدة الحكة. لا دواء، لا صابون، لا فوط، فقط وجع وصبر".

الإهمال الطبي لم يقتصر على الأمراض الجلدية، بل شمل أيضًا حالات مرضية مزمنة تُركت دون تشخيص أو متابعة، ما أدى إلى تدهور حالة العديد من الأسرى.

سياسة تجويع متعمدة وسوء تغذية

أكد الأسرى المحررون أن الطعام الذي يُقدّم لا يكفي حتى لسد الرمق، وأن كميته ونوعيته تشهد تراجعًا خطيرًا منذ أشهر.

يروي أحدهم:

"الطعام لا يكفي طفلاً. نعيش على الفتات، والخبز غالبًا عفن. إنها سياسة تجويع متعمّدة".

إدارة السجن تتعمّد تقديم وجبات غير كافية، وتفتقر لأدنى مقومات التغذية السليمة، ما تسبب بحالات هزال شديد وانخفاض الوزن.

عزل اجتماعي وحرمان من الزيارات

منذ أكثر من عام، يُمنع الأسرى في "مجدو" من لقاء ذويهم، ولا تصلهم رسائل أو أخبار من الخارج.

قال أحد المحررين:

"أكثر من عام لم أر عائلتي. لا رسائل، ولا أخبار. حتى المحامي لا يُسمح له بالدخول بسهولة".

هذا الانقطاع التام سبّب آثارًا نفسية مدمّرة، خاصة في صفوف الأسرى الأطفال والمرضى، وسط محاولات حثيثة لكسر إرادتهم وعزلهم عن العالم الخارجي.

غياب تام للرقابة الحقوقية

أشار المحررون إلى أن مؤسسات حقوق الإنسان ولجنة الصليب الأحمر الدولي لم تدخل السجن منذ أشهر، ما منح إدارة السجن ضوءًا أخضرًا لمضاعفة الانتهاكات.

في ظل هذا الغياب، تحوّل سجن مجدو إلى "زنزانة جماعية مغلقة" تُدار خارج القانون وبلا شهود.

بدوره قال مكتب إعلام الأسرى: إن ما يجري في سجن مجدو هو نهج ممنهج من الإذلال والتجويع والعزل المتعمّد بحق أسرانا، مضيفًا: الاحتلال يحوّل المعتقلات والسجون إلى مقابر بطيئة، ويُحرم الأسرى من أبسط الحقوق، في ظل غياب تام للرقابة الدولية وتواطؤ المؤسسات الحقوقية بالصمت.  

إننا في مكتب إعلام الأسرى نحمّل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم، ونُجدد دعوتنا للمؤسسات الإنسانية للتحرك الفوري وفتح تحقيقات عاجلة قبل أن يسقط المزيد من الضحايا، ونهيب بكل أحرار العالم أن ينقذوا الأسرى من مسالخ الاحتلال قبل فوات الأوان.

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020