رسالة الأسيرة فداء عساف إلى قطر الندى
تقرير/ إعلام الأسرى

في الغرفة رقم 3 بسجن الدامون، حيث تحتجز الأسيرات المريضات والحوامل، تقبع الأسيرة فداء سهيل عبد اللطيف عساف، (مواليد 13 كانون الثاني 1976)، من قرية الفندق قضاء قلقيلية، وأم لطفلتها الوحيدة قطر الندى، التي لا تبرح صورتها عينيها.

اعتقلت فداء بتاريخ 24 شباط 2025، على حاجز طيّار وهي عائدة من المستشفى في رام الله باتجاه بيتها. نُقلت بداية إلى "أريئيل"، ثم إلى سجن الشارون، فكيشون، قبل أن تُزج أخيرا في الدامون، وسط رفيقاتها: حنين جابر، زهراء كوازبة، رماء بلوي، تهاني أبو سمحان، ورهام موسى.

لا تتحدث فداء كثيرا عن الاعتقال، بقدر ما تكثر من الحديث عن ابنتها، وكأنها تحاول أن تسكنها في هذا الغياب القاسي. تناديها في وجعها:

"ستّ البنات بخاف عليك من الهوى، يمس شعرة منك من غير ما نكون سوى، العمر كلّه يا روح أمك"  

تتساءل ودمعتها حبيسة صوتها:

"ليش ما بوصلني سلامات؟ بنتي وين بتظل؟" أخبرت رفيقاتها بزواج بنات شقيقاتها هاجر وآمال، وبفرح ابن خالتها ياسر، لكنّها حزنت حين بلغها خبر وفاة حماتها، وبكت بحرقة وترحّمت عليها، فهي كانت من أقرب الناس إليها وأكثر من زارها في سجون سابقة.

والدتها بدورها لا تهدأ، تبكيها صباح مساء، وتشتكي من ألم عينيها بسبب كثرة البكاء على ابنتها البعيدة.

من خلف القضبان، تطلب فداء حمل رسائل الأسيرات إلى ذويهن.

تبارك آية لعائلتها على "الحجّة"، وتطلب أسيل حماد "لبسة زهر وبوت أبيض للترويحة"، أما آماني، كرم، سلام، شاتيلا، وحنين، فلكل منهن سلام لا بد أن يصل.

الحديث عن الوضع في الدامون موجع: غرف أقل من العدد، اكتظاظ شديد، إهمال طبّي ممنهج، وحرمان متواصل من العلاج.

النساء في الدامون يعانين من سجن الإهمال والنسيان وليس سجن الجدران فقط.

في ختام حديثها، تقول فداء بحنين الأم وألم الغريبة: "سلامات للكل، بحبكم كثير، وما تنسوني من دعواتكم"

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020