كرمل الخواجا : شوكة في الحلق

مكتب إعلام الأسرى

في الغرفة رقم (2) في سجن الدامون سيء السمعة، تقف الأسيرة كرمل محمد شاكر الخواجا من مواليد 23 يناير 2004، من بلدة نعلين قضاء رام الله، شامخة رغم القيد، رغم التعب، رغم محكمة لا تكف عن التأجيل.


طالبة إدارة عامة في سنتها الجامعية الرابعة بجامعة بيرزيت، أوقفها الاحتلال في منتصف الطريق، وهي تكتب فصولا من أحلام مؤجلة، ومشاريع تخرج تنتظر العناق الأخير.


اعتقلت كرمل من منزل جدتها في قرية "دير قديس" ليلة الثاني من آذار/ مارس 2025.

ومنذ ذلك الوقت يتوالى القمع والعزل والتنكيل، 19 يوما بين العقاب والعزل الانفرادي في ظروف قاسية تضاعفت بعد السابع من أكتوبر حيث بات إخراجها إلى الفورة مقيدا، وسُرقت منها حتى دقائق الهواء.


في السجن، تعرف كرمل بلقب "خولِيا"  الأسيرة التي توزع الطعام في الأقسام  لكنها تعرف أكثر بأنها الروح التي تسند الحوامل ومريضات السرطان بكلمة دافئة وضحكة رغم القيود.


في قسم الأسيرات تروي كرمل وجعها ببساطة المقاتلة:

"أنا منيحة، لا تقلقوا  حتى القسم بقول: أنت شوكة، شوكة بحلقهم"


تتشارك الزنزانة مع سامية جواعدة، سالي صدقة، زهراء كوازبة، وسناء دقة، وتشير إلى أسماءهن كأنها تكتب على جدران السجن بيتا من دفء، وقطعة من حياة.


تحلم كثيرا، آخر أحلامها كان عن دالية حناتشة، رأتْها ترتدي ثيابها التي كانت ترتديها في السجن.

"إن شاء الله بنرجع مثل قبل وأحسن."

ترسل كرمل سلاما لأهلها، لخالاتها وأخوالها، خطيبة خالها، وتوصي أمها أن تشتري له هدية باسمها . تتذكر طوشة خالها خليل التي تشتاق لها، وجدتها التي سرقت من حضنها لحظة الاعتقال.

دمعت حين تحدثت عن محمد ابن أخيها طارق، حلمت به مرتين، وانهارت بصمت، تحفظ الأسماء عن ظهر قلب، ترسل سلاماتها لعهد، لوعد، لصديقات الجامعة، للذين ناقشوا مشاريع تخرجهم، ولمن لم يناقش بعد ولحيفا ويافا وآدم وشاكر.

ومع كل هذا يبقى الاحتلال يتمادى في إذلالها: تأجيل جديد لمحكمتها حتى العاشر من آب/ أغسطس 2025، دون تهمة واضحة فقط قيد ومحكمة تلتهم الزمن.


كرمل التي كانت تستعد للتخرج في بيرزيت، تحاكم اليوم خلف القضبان، دون أوراق بحث، بل بسجانة تضرب، وفورة مسروقة وسقف لا يرى الشمس.

جميع الحقوق محفوظة لمكتب إعلام الأسرى © 2020